كلمة أهل المهندس احمد هاكوز

المهندس برت هاكوز - أخ الفقيد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدُ لله ... غير مقنوط من رحمته ... ولا مخلو من نعمته، ولا ميؤوس من مغفرته ولا مستنكف عن عبادته، الذي لا تبرح منه رحمة ولا تـفـقد له نعمة.

والدنيا دار ... مني لها الفَنَاء ... ولأَهلها منها الجلاء ... ما أصف من دار، أولها عناء، وآخرها فَناء، في حلالها حساب وفي حرامها عقاب.

 

صاحبةَ السمو الملكي الأميرة سمية بِنت الحسن المعظمة

أَخواتي وأُخواني...                                   

إِن العبء على كاهلي ثـقيل ... وإِن الحزن في قلبي عظيم، إِنني يا ربي عبدك، وابن عبدك راض بإِرادتك وطائع لأمرك ... ومن أَحسن من الله حكما لقوم يوقنون.

 

لم أَكن لأُظن في يوم من الأيام أن الكلمات سوف تكون عصية ... وأن الدموع سوف تكون أَبية ... فأنا أبحث عن كلمات تليق بفقدانِ أخي المرحوم المهندس أحمد.

لقد كنت يا أخي فارساً سباقاً في دروب الخير ... رضي الوالدين ... مؤثراً الآخرين على نفسك ... مترفعاً عن الصغائر ... مؤمناً بقيم الحقِ والنبل والدِين ... زانك الله جلت قدرته بعلم نافع وعقل راجح ... تخرجت بكل تميز وتفوق في الهندسة الالكترونية. خطفك القدر في غفلة من الزمن ... سبحانك الله جلت قدرتك القاهر لعبادك بالموت والذي لا راد لقضائك.  " ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ".

 

 من يواسي أبي الطبيب ... الذي أفنى حياته في علاج الناس وتجبير كسورهم وفي تخفيف آلامهم ... من يواسي أبي وقد ضاقت الضلوع بقلبه الذي تفتت.

 

من يواسي والدتي ... التي أفنت عمرها في تربية أبناء وبنات ... أَرادتهم أن يكونوا قمة في التربية والعلم والأَخلاق ... من يواسيها وهي تبكي طوال الليل وحيدة في غرفة حزينة ... تبحث عن فلذة كبدها ولا تصدق أنه مات ... وتصرخ مرة أو مرتين ... يا أحمد.... يا أحمد ... ثم تستكين وهي تستمع الى صوت المؤذن ... يرفع آذان الفجر ... منادياً .... الله أكبر  ..... الله أكبر.

 

من يواسي أَخواتي ... وكرسي أَخي فارغ ... وكتبه وملابسه ... وغرفَته لا زالت كما كانت ... صورته في كل زاوية ... وصدى صوته في كل ركن.

 

بل من يواسيني أنا ... وأنا أرقب الكفن الأبيض يلف يديه وقَدميه ويخفي وجهه إلى الأبد ... من يواسينيِ والنعش محمول على الأعناق ... من يواسيني وجثمانه الساكن ممدد أمام جموعِ المصلين في مقبرة وادي السِير ... من يواسيني وأنا أرقب ذرات التراب تنهال على الجسد الفتيِ الطاهر ... في أقسى وداع.

"وما ضعفوا وما استكانوا والله يحِب الصابِرين".

 

يا ربي ... ساعدني أن أشرح أمري أمام هذه الجموع  ... فأنا أبحث عن محكَمة من الضمير والعدلِ ... ميزانُ عدالتها لهُ كفتان في كَفةِ اليمينِ شابان في عمرِ الورود ... المهندس أحمد هاكوز ... والمهندس جانتي جانبيك، أنهيا دِراستهما الجامعيةَ بكلِ تفوق ونجاح في مقتبل المسيرة ... مسيرةِ العمر في خدمةِ المجتمع ... في خدمةِ الأردن الأغلى ... وفي الكَفةِ الأخرى شخصٌ إمتهن إِيذاءَ الناسِ الأبرياءِ ... شخصٌ لهُ تسعُ أسبقيات ...  أَخرجهُ أَهله من السجنِ عدةَ مراتِ ... ويا ليتهم ما أَخرجوه.

 

إِنني أُناشدكم بالله ... لا بدافع من الحقدِ أَو رغبةٍ في الانتقام ... فأنا من قومٍ هاجروا في الله واستوطنوا هذه الأرضَ الطيبة، وضحوا بالغالي والرخيص ابتغاءَ مرضاةِ الله ...  وساروا في ركبِ بني هاشم ... وسقَطوا شهداء في كلِ ملحمةٍ عربيةٍ ... دفَاعاً عن القدس ... وعن الأرضِ العربيةِ المسلمةِ ... شعارهم قَولُه تعالى " ولا تَهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلونَ إِن كنتم مؤمنين". صدق الله العظيم.   

 

أُناشدكم أن تتقوا الله ... وأن تذكروا ما جاء في كتابِ الله " ولكم في القصاصِ حياة يا أولي الألبابَ لعلكم تتقون" .صدقَ اللهُ العظيم.

 

أُناشدكم أيها الجمعُ الكريم ... ألا تستهِينوا فتهونوا ... وألا تضيعوا الحق أو تهدروه ... كي لا يقفَ شخص آخر ... والد أَو ابن أَو أخ ... يرثي فقيداً عزيزاً عليه. "ولا تستويِ الحسنةُ ولا السيئة"  حسبي الله ونعم الوكيل.

 

وإِنني بإِسمي وبإِسم عائلتي  ... وبإِسم عشيرتي الشركسية الأردنية ... أتقدم إِليكم بوافر الشكرِ وعظيمِ الإِمتنان ... داعياً المولَى عز وجل أن يجنبكم كل مكروه ... ويبعد عنكم كل أذى ويجزيكم كل الخير ... والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. "أُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". صدق الله العظيم

 

[Home]

CV (English)     CV (Arabic)      Jantee CV     Offender CV     Tribal Papers    Accident     Accident Photos    Accident Site    Photos     Tribute   Condolence     Condolence send     Discussion Room     Site map    Links

www.ahmad-hakuz.com