كلمة مدير الأكاديمية العربية لتكنولوجيا ميكروسوفت

السيد ايمن مزاهرة

 

 

صاحبة السمو الأميرة سمية  بنت الحسن المعظمة،

أصحاب المعالي والعطوفة

 الحضور الكرام

 

 

في البداية أود أن أعترف بانه عندما طلب مني المشاركة في حفل تأبين المرحومين أحمد وجانتي ،  ترددت كثيراً بالموافقة وذلك بسبب العلاقة الخاصة التي ربطتني شخصياً مع المرحوم أحمد هاكوز ،  الذي رغم قصر المدة التي عرفته فيها ،  فانه ترك في نفسي أثراً كبيرا مما يجعله من الصعوبة بمكان ان اقف هنا اليوم واتحدث عنه محافظا في نفس الوقت على رباطة جأشي . 

 

والصعوبة الاخرى تكمن في ان كلمتي هذه يجب ان تعبر عن أحاسيس ومشاعر كل فرد من افراد الاكاديمية العربية لتكنولوجيا مايكروسوفت والتي كان المرحوم أحمد ينتمي اليها خاصة وانه كان له علاقات قوية ومميزة مع زملائه وزميلاته في العمل ،  واجد من واجبي اليوم ان اتحدث باسم هؤلاء الزملاء والزميلات وان انقل هذه المشاعر بدقة وامانة .  أما فيما يتعلق بالمرحوم جانتي ،  فارجو المعذرة اذا لم اتكلم بالقدر الكافي عنه ،  إذ انني لم اعرفه شخصياً ،  الا ان الذي اعرفه هو انه كان صديقاً حميماً للمرحوم احمد ،  لذا فما ينطبق على المرحوم احمد لا بد ان ينطبق على جانتي .

 

وعودة الى مابدأت به في كلمتي حين قلت انني ترددت كثيراً في القاء هذه الكلمة اليوم ،  الا انني في نهاية المطاف وجدت انه ورغم صعوبة الموقف ،  فان هذا هو اقل شيء يمكن ان افعله تكريماً لشاب عزيز ترك في قلوبنا جميعاً اثراً بالغاً ولابد ان اقول كلمة حق . وكلمة الحق هذه تبدأ في اليوم الذي عرفنا فيه أحمد فقصتنا بدأت مع المرحوم احمد في شهر آب من عام 2002 حين كنا في الاكاديمية بحاجة ماسة لتوظيف مهندس  ليقوم بتدريس احد مساقات تكنولوجيا مايكروسوفت  وكان البحث دائراً لمدة شهرين على الاقل قبل ذلك التاريخ دون ان نجد الشخص المناسب . واسمحوا لي ان انوه هنا ان ما ساورده الان ليس من باب الدعاية للاكاديمية بل من منطلق الاشادة بمؤهلات احمد فان نظام الاكاديمية لا يسمح بتوظيف الا هؤلاء الذين لديهم الكفاءة العلمية العالية والشخصية المناسبة .   وبالفعل اعلمني السيد رعد المجالي نائب رئيس الاكاديمية بانه يعرف المرحوم احمد وانه يحمل المؤهلات المناسبة والتقيت باحمد في صباح اليوم التالي ،  واكثر ما لفت انتباهي في احمد ومن اللحظة الاولى التي التقيته بها هي ابتسامته الخجولة والتي لم تفارقه ابداً منذ ذلك اليوم .   المقابلة لم تدم اكثر من خمس دقائق ،   فأحمد من خريجي جامعة الاميرة سمية وانا اعتبر هذه الجامعة من افضل الجامعات محلياً وعربيا ودولياً ،  واحمد كان من المتفوقين ،  بالاضافة الى انه كان يحمل عدداً من شهادات مايكروسوفت (Certifications)  والحقيقة ان الايام اثبتت فيما بعد بانه لم يكن فقط الشخص المناسب بل كان اكثر من ذلك ،  حيث انه كان مصدر فخر واعتزاز لنا كونه احد موظفي الاكاديمية .

 

ومن اليوم الاول لاحمد في الاكاديمية بدأ العمل بحيوية ومثابرة وكان يقضي ساعات طويلة في العمل ،  ومراراً كان يبقى في المكتب لساعة متاخرة في الليل ،  يدرس ،  ويحضّر لليوم التالي .  كان يعشق عمله وقال لي في اكثر من مناسبة مدى حبه للعمل الذي يقوم فيه .  حضوره كان مميزاً في قاعة التدريب ،  ورغم صغر سنه فانه كان يتمتع بصبر الكبار .  ففي بعض الاحيان كان طلابه يفوقوه سناً وكانوا يطلبون منه اعادة المادة مرات ومرات ،  وكان يفعل ذلك وابتسامته المشهورة لا تفارق محياه ابداً .

 

وكان المرحوم احمد يطمح بان يحصل على اكبر قدر من الشهادات (Certifications) ،  وبالفعل وفي مدة وجيزة كان ينجح في الامتحان تلو الاخر ويحصل على هذه الشهادات ،  رغم انشغاله خلال ساعات النهار في تدريس الطلاب .

 

في الحقيقة يمكنني ان استرسل في الكلام عن المرحوم احمد لوقت طويل ولكن اجد ان أبلغ  وصف للمرحوم احمد هو انه كان يمثل كل ما يطمح اليه كل أب وكل أم ،  فهو الشاب الخلوق ،  الطموح ،  المجتهد ،  الامين ،  الوسيم .

 

كنا جميعاً نتوقع لاحمد مستقبلا باهراً فكان المرحوم في قمة عطاءه وسعادته الى ان جاء الخبر الاليم الذي كان له وقع الصاعقة على كل من عرفه.  هذا هو قدر الله  ،  نقبله وفي نفوسنا الم وحسرة على فقدان شاب هو من خيرة الشباب . في ذلك اليوم الذي توفى فيه احمد،  بكاه الجميع زملاء وزميلات،  وطلابه الذين عرفوه عن قرب واحس الجميع ان عقارب الساعة قد توقفت   فلم يكن بمقدور احد ان يتابع عمله،  ولم يكن بمقدور طلابه ان يستمروا في الدراسة . 

 

وكان يمكن ان يستمر الوضع كذلك لمدة من الزمن .  لكن الحياة يجب ان تستمر فهذا هو قدر الله وهذه حكمته .  وآثرنا على أنفسنا ان نستمر بالعمل حاملين ذكرى احمد معنا الى الابد وسمينا القاعة التي كان يُدرس فيها احمد بقاعة احمد هاكوز وستبقى ذكراه في قلوبنا جميعاً ،  وابتسامته المعهودة ستبقى في مخيلتنا دائماً ،  وسنتواصل مع عائلة المرحوم احمد فنحن نتقاسم معهم حبهم له.

 

فليتغمدك الباريء يا عزيزنا وحبيبنا أحمد برحمتك ويسكنك فسيح جنانه ولاهلك ولعشيرتك ومعارفك وأصدقائك ،  ولنا نحن في الاكاديمية الصبر والسلوان .

 

                            وإنا لله وانا إليه راجعون .

 

[Home]

CV (English)     CV (Arabic)      Jantee CV     Offender CV     Tribal Papers    Accident     Accident Photos    Accident Site    Photos     Tribute   Condolence     Condolence send     Discussion Room     Site map    Links

www.ahmad-hakuz.com