نعم اطل علينا وهو ينعى فيك يا احمد طيب القلب، وخفة الروح، ودماثة الخلق، وعزيمة البناء، وأريحية الإيثار، وبرعم مستقبل كان يبشر بروعة الأثمار.

 نعم كنت يا احمد اشراقة صباحنا، وانس مسائنا، ومنبع حيويتنا، ما زالت في أعماقنا بسماتك تفوح عطر محبة، وعندما يعانق النوم أرواح الناس، نبقى وحيدين مستيقظين لان الشوق ينتشلنا كلما أغرقنا النعاس، والمحبة تقربنا إليك عندما تبعدنا الحقيقة، ها نحن والقلب أدماه أقسى رحيل، ولكنك يا احمد لم تزل بيننا، رغم الوداع الأبدي، وأنفاسك تسيل إلينا مع الهواء القادم من مثواك الطاهر العبق. حين تتسارع التنهدات على أسرة الحزن فتستفيق جوانحنا بهدوء وسكينة بين جدران تركت بصماتك الطاهرة بين ثناياها أجمل الأثر، وتملأ الأثير بنداء ترجع الدنيا صدى رنينه وتمد جناحيك في هدأة الليل لنراك بوضوح، هكذا أنت يا احمد بيننا، تعيش وتحيا، وروحك تطوف معنا. أبكيت أسرتك وأحبتك، وبكت عليك الدار، فصبرا يا أهل احمد على ليل الأسى وليكن الأيمان نهار ليل الأسى، ولا بد من تضميد الجراح، جراح القلب، بالصبر والإيمان والاحتساب.

 تلك هي الفواجع والرزايا، ولا بد أن نتقبلها بالصبر، وكلنا في كف رب العرش، ونحن راضون بما كتبه القدر لنا. لأننا وديعة في هذه الحياة.

 نم يا احمد في جوار ربك آمنا مطمئنا، وإنا لصابرون وسوف نزين حياتك بجمالك بجمال روحك، وبهاء سريرتك، والله نسأل أن يكون الكوثر موردك، والحور عشيرتك، والصديقون جيرانك، والشهداء سمارك في الفردوس الأعلى من جنات الخلد.

 والى روحك الطاهرة هذه الأبيات: